السفير الأميركي السابق تشارلز فريمان يفضح الكيان الصهيوني
كتب سلطان ابراهيم الخلف في صحيفة الراي.
رغم التأييد الذي يتلقاه الكيان الصهيوني من قِبل الساسة الأميركيين في الحزبين الديموقراطي الحاكم والحزب الجمهوري، وقد تجاوز الحدود في وقوفهم إلى جانبه وتشجيعه على المضي في حرب الإبادة التي يشنها على سكان غزة المحاصرة منذ السابع من أكتوبر الماضي، إلاّ أن هناك بعض الساسة الأميركيين الذين انتقدوا سياسة حكومتهم التي تجاوزت الخطوط الحمراء، ولم يعد من الممكن الاقتناع بها. من هؤلاء الساسة السفير الأميركي السابق تشارلز فريمان، الذي لم يحتمل السكوت عن جرائم الصهاينة تحت مظلة حماية حكومة بلاده.
ظهر السفير في لقاء متلفز ليقول: «إن الحجة الأساسية لدعم إسرائيل هي أننا نتشارك القيم، حسناً إسرائيل تظهر قيم (كو كلاكس كلان)، وأنا لا أتشارك معهم هذه القيم، أعني بشكل بدهي، إن ما يحصل في غزة هو إعدام جماعي، والسبب الثاني هو افتراض أن إسرائيل رصيد إستراتيجي، ولكني لم أسمع أحداً من قبل يصف ما فعلت لنا سوى وضعنا في مشاكل. السؤال الذي اعتادوا استخدامه لفرض الحرب هو: هل لإسرائيل الحق في الوجود؟ والسؤال هو غريب لأنها موجودة فعلاً، وأعتقد أن السؤال الآن تم استبداله من قبل العالم بالسؤال: هل تستحق إسرائيل الوجود؟ هل حقاً يستطيع العالم أن يحافظ على علاقات طبيعية مع دولة تتصرّف بتجاهل تام للقانون الدولي وبطريقة لا إنسانية تماماً»؟
ما قاله السفير تشارلز، مختصر مفيد في وصف حقيقة الكيان الصهيوني ويحمل في ثناياه مضامين دقيقة عن فساد العلاقة بين بلاده والكيان الصهيوني. فالكيان الصهيوني بالنسبة له لا يمكن أن يتشارك مع الأميركان قيمهم بينما هو عبارة عن عصابة «كو كلاكس كلان» التي أثارت الرعب بين الأميركان السود في الولايات الجنوبية، وكانت تقتلهم بدم بارد وصل إلى حد حرقهم بالنار، من أجل التخلّص منهم، وهي تتباهى بعنصريتها وتفوق عنصرها الأبيض. وهذا ينطبق تماماً على الكيان الصهيوني، الذي لم يتوقف منذ قيامه بارتكاب جرائم القتل والاضطهاد والتشريد وفرض سياسة عنصرية قائمة على تفوق العنصر اليهودي الذي لا يقبل التعايش مع الفلسطينيين والعرب، وتستوجب إبادتهم كما هو حاصل في حربهم على غزة.
والسفير تشارلز، يؤكد أن الكيان الصهيوني بسياساته الخرقاء التي تجلب المشاكل للولايات المتحدة، لا يمكن أن يكون رصيداً إستراتيجياً لبلاده.
ويؤكد ذلك تحذير مستشار الأمن القومي زبغنيو بريجنسكي، في عهد الرئيس كارتر، للكيان الصهيوني بتجنب توريط الولايات المتحدة في حروب المنطقة حيث قال «لسنا بغلاً غبياً». لكن يبدو أن حكومة بايدن تتصرف كبغل غبي في تورطها مع الصهاينة في حرب إبادة سكان غزة.
ينهي السفير نقده اللاذع للكيان الصهيوني، ويرى أنه فقد استحقاقه للوجود بعد أن كان يشن حروبه مدعياً دفاعه عن الوجود وأنه صار منبوذاً من المجتمع الدولي، وكأنه يشير بذلك إلى عدم جدوى التطبيع معه!