رأي

الأهرام: رؤساء أوكرانيا والهوى الصهيوني

قال الكاتب المصري محمد سلماوي إنه لم يندهش لإصرار الرئيس الأوكرانى فولوديمير زيلينسكى

على تشبيه الوضع الحالى لبلاده فى مواجهة الاعتداء الروسى، بوضع إسرائيل فى مواجهة العرب، فهى الدولة الصغيرة المسالمة مثل إسرائيل – على حد قوله – وعدوها الروسى الكبير يريد القضاء عليها مثل أعداء إسرائيل من العرب.

وأضاف في مقاله المنشور في “الأهرام” بعنوان “أوكرانيا وإسرائيل” أنه  ذهب فى تشبيهه إلى حد استعارة مقولة رئيسة الوزراء الإسرائيلية الراحلة جولدا مائير بأن إسرائيل تريد الحياة بينما جيرانها يريدون الموت.

وتابع سلماوي متسائلا: “فهل مازالت لهذه الأسطورة البالية مصداقية لدى الرأى العام العالمي؟

 لقد كشفت وسائل التواصل الاجتماعى ما دأب الإعلام الرسمى الخاضع للسيطرة اليهودية، على إخفائه سنين طويلة، وهو أن إسرائيل هى المعتدية دوما بينما الجانب العربى هو الضحية. إن الرواية الإسرائيلية التقليدية تفقد مصداقيتها يوما بعد يوم، وأعداد متزايدة من الدوائر الدولية بدأت تدين السياسة الوحشية لإسرائيل تجاه الفلسطينيين، ويطالب البعض منها بمقاطعتها كما حدث مع جنوب إفريقيا، والتقارير الرسمية لمنظمات حقوق الإنسان الدولية صارت تؤكد أن إسرائيل تتبع سياسة الأبارتايد العنصرية”.

وقال إن الرئيس الأوكرانى- الذى يحمل الجنسية الإسرائيلية ويعلن تأييده لإسرائيل كلما قامت بجولة جديدة فى حرب الإبادة التى تخوضها ضد الفلسطينيين فى غزة- يبدو متجاهلا  كل هذا فى ولائه لإسرائيل بينما أقحم بلاده فى حرب غير متكافئة نتيجة سعيه للانضمام لحلف الناتو ممثلا بذلك تهديدا عسكريا على الحدود الروسية.

وعن سبب عدم اندهاشه لموقف الرئيس الأوكرانى، قال سلماوي إن  ذلك يعود للعلاقات الوثيقة التى تربطه بإسرائيل، رغم أن أكثر من ٨٧٪ من الأوكرانيين من المسيحيين، والكنيسة الوطنية فى أوكرانيا هى الكنيسة الأرثوذكسية، ومع ذلك فأوكرانيا هى الدولة الوحيدة فى العالم خارج إسرائيل التى ينتمى رئيسها ورئيس وزرائها الحالى دنيس شميهال والسابق فولوديمير جرويسمان، إلى الأيديولوجية الصهيونية المتعصبة، وعلى الجانب الآخر فإن بعض أهم القادة الإسرائيليين هم فى الأصل أوكرانيون، مثل الرؤساء إفرائيم كاتسير وإسحاق بن زافى، وكذلك رؤساء الوزارات موشى شاريت وليفى أشكول بالإضافة لجولدا مائير نفسها.

وخلص سلماوي إلى أن العلاقات الأوكرانية الإسرائيلية أقوى مما نتصوره، وأكثر تشعبا مما نعرفه، داعيا العرب أن يكونوا واعين لذلك وهم يتعاملون مع مختلف جوانب الأزمة الروسية الأوكرانية.

أخبار مرتبطة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى