اردوغان: مباحثاتنا مع بوتين في سوتشي حول سوريا ستجلب الارتياح للمنطقة
قال الرئيس التركي رجب طيب اردوغان، إن مباحثاته مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين حول التطورات في سوريا «ستجلب أجواء الارتياح إلى المنطقة». جاء ذلك في تصريحات للرئيس التركي، الجمعة، في مستهل لقائه بوتين بمدينة سوتشي الروسية. وأعرب اردوغان عن سعادته بلقاء بوتين مجددا بعد 17 يوماً من لقائهما في العاصمة الإيرانية طهران. ولفت إلى أن اجتماعه الثنائي مع بوتين «مهم للغاية من حيث إبراز الدور الذي تلعبه تركيا وروسيا في المنطقة». وبخصوص الشأن السوري، قال الرئيس اردوغان: «واثق أن مباحثاتنا (مع بوتين) حول التطورات في سوريا ستجلب أجواء الارتياح إلى المنطقة». وأكد أن تضامن البلدين في مكافحة الإرهاب يحمل أهمية كبيرة، وأن المباحثات التي ستجري ستدعم الخطوات التي سيتم الإقدام عليها بهذا الصدد.
وأشار إلى أن المباحثات التي أجراها وفدا البلدين في تركيا جرت بشكل مثمر، مضيفاً: «تناولا العديد من القضايا في مجالات السياسة والاقتصاد والتجارة، وأنا واثق أنها ستفتح صفحة مختلفة للغاية للعلاقات التركية ـ الروسية». كما شدد اردوغان على أهمية مسألة مفاعل أق قويو النووي جنوبي تركيا، مبينا أن اتخاذ قرار بشأن المحطة اليوم سيقطع الطريق أمام أي تأخير، لأن من المهم للغاية أن يتحقق الجدول الزمني المحدد بهذا الخصوص، وأن يتم إكمال أق قويو في التاريخ المعين. ولفت إلى أن محطة أق قويو النووية ستلبي 10 بالمئة من حاجة تركيا للطاقة.
تجدر الإشارة أن تركيا وروسيا وقعتا في ديسمبر/ كانون الأول 2010، اتفاقا للتعاون في إنشاء وتشغيل محطة آق قويو بولاية مرسين. ومن المتوقع أن تدخل المحطة حيز التشغيل بحلول عام 2023، بعد أن تم وضع حجر أساسها في أبريل/ نيسان 2018.
وقال المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف، إن تركيا لديها مخاوف أمنية «مشروعة» بشأن سوريا، وإن روسيا تأخذ ذلك في الحسبان. جاء ذلك في تصريح صحفي قبيل اللقاء المرتقب، الجمعة، بين الرئيسين التركي والروسي في مدينة سوتشي الروسية.
ورداً على سؤال فيما إذا كانت المحادثات ستتناول اتفاقية مونترو بشأن المضائق، قال إنه لا يوجد شيء للتباحث بهذا الخصوص. مؤكدا أن «الاتفاقية تعمل وهي مهمة للغاية». وحول سؤال فيما إذا كانت روسيا قلقة من قيام تركيا بعملية محتملة شمالي سوريا، أفاد بيسكوف أنه سيتم بحث الموضوع خلال اللقاء. وأضاف «تركيا لديها مخاوف أمنية مشروعة، ونأخذ تلك المخاوف في الحسبان، لكن يتعين تجنب الأعمال التي من شأنها زعزعة الوضع في سوريا وتهديد سلامة أراضيها ووحدتها السياسية». من ناحية أخرى، لفت بيسكوف إلى أنه ليس من المخطط عقد مؤتمر صحافي عقب لقاء اردوغان وبوتين.
جنوب سوريا
في سياق التصعيد جنوب سوريا، نصبت قوات النظام السوري، حاجزاً عسكرياً، معززاً بالأسلحة والآليات الثقيلة من بينها دبابة وعربة BMB، في ريف درعا الغربي، وذلك بعد تفجير استهدف سيارة إطعام لقوات النظام السوري، في ريف درعا الغربي جنوب سوريا.
وقال المتحدث باسم شبكة «تجمع أحرار حوران» المحلية الإخبارية، إن قوات النظام نصبت حاجزاً عسكرياً في منطقة الري على الطريق الواصل بين بلدتي اليادودة والمزيريب غربي درعا، كما عززت الحاجز بالأسلحة والآليات الثقيلة من بينها دبابة وعربة BMB، حيث يجري عناصر الحاجز عمليات تدقيق على الهويات الشخصية لأهالي المنطقة، بحثاً عن مطلوبين. تزامن ذلك، مع تعزيزات مشابهة، وصلت إلى مدينة درعا تشمل 8 سيارات عسكرية من نوع «زيل» محملة بالعناصر، بالإضافة إلى مدرعة ومدفع وعدد من سيارات الدفع الرباعي. وحسب المتحدث لـ«القدس العربي» فإن التعزيزات اتجهت نحو الملعب البلدي، حيث شوهدت على الطريق الواصل بين مدينة درعا وبلدة عتمان.
وجاءت التعزيزات وسط حالة من الفلتان الأمني، حيث قتل عدد من عناصر قوات النظام وأصيب آخرون، صباح الجمعة، نتيجة انفجار عبوة ناسفة في سيارة إطعام في ريف درعا، وأفادت شبكة «تجمع أحرار حوران»، بأن عبوة ناسفة انفجرت الجمعة في سيارة إطعام على الطريق الواصل بين بلدتي البكار والجبيلية في ريف درعا الغربي، ما أدّى لسقوط عدد من القتلى والجرحى. وأوضحت المصادر أن السيارة كان يستقلها 5 عناصر من مرتبات اللواء 112 التابع للنظام.
كما شهدت المحافظة 5 عمليات اغتيال خلال الـ 24 ساعة الفائتة، من بينها اغتيال أمين شعبة حزب البعث في مدينة الحراك «سلامة القداح» إثر استهدافه بإطلاق نار مباشر من قبل مجهولين في مدينة الحراك شرقي درعا. ويقف وراء هذه الاغتيالات، مجموعات عدة، وفق المصدر، إحداها «جندها النظام وأخرى تعمل لصالح إيران، وثالثة من الرافضين لاتفاق التسوية، ومجموعات تتبع لتنظيم داعش أطلقت إيران يدهم في المنطقة بعد أن اعتقلتهم أجهزة النظام الأمنية خلال عملية السيطرة على حوض اليرموك في آب/أغسطس 2018».
وسجل مكتب توثيق الانتهاكات في درعا، خلال شهر تموز الفائت 32 عملية ومحاولة اغتيال، أسفرت عن مقتل 30 شخصاً، وإصابة 17 آخرين بجروح متفاوتة، ونجاة 5 من محاولات الاغتيال. وفي دير الزور، عاودت ميليشيا حزب الله العراقي نشاطها في تهريب السلاح والمخدرات من سوريا إلى العراق عبر محافظة دير الزور. ووفقاً لموقع «فرات بوست» المحلي الإخباري، فإن القيادي في ميلشيا حزب الله العراقي «أكرم أبو راما» عاد إلى قرية الهري الحدودية للإشراف على تهريب دفعة سلاح ومخدرات جديدة.
وأضاف المصدر أن «أبو راما» عاد بعد انقطاع قرابة الشهر بسبب عطلة العيد وبهدف صرف النظر عنه مؤقتاً، موضحاً أن 4 سيارات نوع جيب ترافق شاحنة تحمل «نمرة» العراق بغداد، دخلت من معبر السكك إلى الأراضي العراقية محملة بالسلاح والمواد المخدرة، وإحدى السيارات تحمل راية حزب الله اللبناني. وبين أن هذه الحملة جاءت ضمن موكب يحمل حجاجاً عراقيين حيث توجه الحجاج إلى معبر البوكمال النظامي بمرافقة دورية من أمن الدولة في حين توجهت هذه الآليات إلى مقر حزب الله في قرية الهري.