رأي

أوروبا تتسلح، فهل تدخل الحرب ضد روسيا؟

عن حاجة أوروبا إلى الحماية الأمريكية، كتب الباحث في معهد الاقتصاد العسكري والاستراتيجيات في المدرسة العليا للاقتصاد، سيرغي ليبيديف، في “فزغلياد”:

في قمة حلف الناتو، وافقت معظم الدول الأوروبية على شرط ترامب زيادة الإنفاق الدفاعي إلى 5% من الناتج المحلي الإجمالي بحلول العام 2035.

كثيرًا ما أوضح ترامب أن الولايات المتحدة استثمرت مبالغ طائلة في الدفاع الجماعي لفترة طويلة جدًا، ما سمح فعليًا للدول الأوروبية بخفض إنفاقها العسكري.

ومع ذلك، فإن المطالبة بزيادة الإنفاق الدفاعي ليست المشكلة الأكبر للحكومات الأوروبية. فقد أوضح ترامب منذ فترة طويلة أيضًا أنه ينوي تقليص الوجود العسكري الأمريكي في أوروبا.

لم يمنح وجود القوات الأمريكية في الدول الأوروبية شعورًا بالأمان فحسب، بل جعلها تعتقد بأن هذا سيسهل عليها، إذا لزم الأمر، اللجوء إلى المادة الخامسة من ميثاق حلف الناتو وجر الولايات المتحدة إلى صراع في القارة.

وهذا هو بالضبط سبب قلق الحكومات الأوروبية الشديد من احتمال انسحاب الجيش الأمريكي، والبحث اليائس عن بدائل. ويبقى معلّقًا السؤال الصعب والمؤلم للغاية عن الحاجة إلى تجديد القوات المسلحة؛ ويتحول إلى مشكلة سياسية أوروبية حقيقية.

حتى الآن، تُظهر الأبحاث الاجتماعية أن مثل هذا التحول لن يحظى بشعبية كبيرة في الدول الأوروبية. على سبيل المثال، تُظهر بيانات Forsa Institute للبحوث الاجتماعية والتحليل الإحصائي أن 17% فقط من الشباب الألمان مستعدون لحمل السلاح للدفاع عن بلادهم.

وهذا يُفسر سبب تسامح أوروبا الملحوظ في المفاوضات مع ترامب، حيث وافقت على استثمار مبالغ طائلة في الاقتصاد الأمريكي وزيادة الإنفاق الدفاعي. وهم مضطرون إلى الحفاظ على القوات الأمريكية في القارة بأي ثمن، لأن البديل هو أزمة سياسية داخلية شديدة.

أخبار مرتبطة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى