ستيفاني حداد.
خاص رأي سياسي…
أحدث تحالف أوبك+ الذي يضم منظمة البلدان المصدرة للبترول أوبك وحلفاء من بينهم روسيا ، هزة في الأسواق النفطية بإعلانه إنخفاض أكبر للإنتاج النفطي بنحو 1.16 مليون برميل يوميا ما انعكس مباشرة على الأسعار. وللتذكير يتألف تحالف أوبك + من 13 دولة عضوا في منظمة البلدان المصدّرة للنفط اوبك و11 دولة من خارجها.
ارتفعت أسعار النفط مسجلة أكبر زيادة يومية منذ نحو عام كما تراجع سعر الذهب بسبب إعلان تحالف أوبك+ المفاجئ خفض الإنتاج بقدرأكبر ما خلف إرباك في الأسواق. هذا وقفز خام برنت أربعة دولارات أي حوالي خمسة في المئة فلامس 83.89 دولار للبرميل بعدما كان قد وصل في وقت سابق من الشهر لأعلى مستوى مع 86.44 دولارا للبرميل الواحد.
خام غرب تكساس الوسيط الأميركي قفز أربعة دولارات أي خمسة في المئة ليلامس 79.39 دولارا للبرميل بعدما سجل أعلى مستوى له أواخر كانون الثاني وقفزت أسعار النفط قرابة 6 في المئة ضمن التعاملات الآسيوية بعد الإعلان المفاجئ.
وقادت السعودية نهاية الأسبوع الماضي خفضا منسقا للإنتاج اليومي لدى عدد من كبرى الدول النفطية رغم ضغوط الولايات المتحدة لزيادة الإنتاج، في خطوة اعتبرها كثر إجراء احترازي لتحقيق الاستقرار والتوازن في الأسواق الخام.
إتخذت السعودية، الإمارات، الكويت، سلطنة عمان والجزائر قرارا منسق لخفض إنتاجها اليومي بإجمالي أكثر من مليون برميل يوميا، بدءا من أيار المقبل حتى نهاية عام 2023 في أكبر خفض للإنتاج منذ قرار منظمة الدول المصدّرة للنفط وشركائها في تحالف أوبك + في تشرين الأول 2022 بخفض مليوني برميل يومياً.
القرار أتى بتخفيض المملكة العربية السعودية 500 ألف برميل يوميا والعراق 211 ألف برميل، الإمارات 144 ألف برميل، الكويت 128 ألف برميل، الجزائر ستخفض 48 ألف برميل وسلطنة عمان 48 ألف برميل.
من جهة أخرى، تراجع سعر الذهب بعد إعلان مفاجئ من أوبك+ بخفض إنتاج النفط ما أثار مخاوف بشأن التضخم وزاد من الرهانات على رفع أسعار الفائدة في اجتماع مجلس الاحتياطي الاتحادي. سعر الذهب سجل إرتفاعا بحوالي 8% في الربع الأخير من العام الحالي بعد أن عززت الإضطرابات المصرفية العالمية وأخر فصولها إنهيار مصرف سيليكون فالي الرهانات على إبطاء الإحتياطي الإتحادي لوتيرة رفع أسعار الفائدة .
جاء الإعلان المفاجئ عن الخفض في إنتاج النفط على الرغم من دعوات الولايات المتحدة المتكررة لزيادة الإنتاج، تزامناً مع زيادة الاستهلاك وإعادة فتح الأنشطة الاقتصادية بشكل كامل في الصين أكبر مستهلك للنفط في العالم بعد الشلل الذي تسبب به إنتشار فيروس كوفيد_19.
الإدارة الأميركية علّقت على إعلان اوبك + فما يتعلق بالخفض الطوعي لإنتاج النفط واعتبرت الأمر غير منطقي في وقت يعاني الإقتصاد العالمي من تأرجح واضح وتزعزع ينذر بمشاكل إقتصادية في المستقبل. مجل سالأمن القومي علق على قررا أوبك +في بيان أكد فيه أن الولايات التحدة تركز على أسعار المشتقات للمستهلكين المحليين وليس على سعر برميل النفط فالأسعار تراجعت إلى أكثر من 1.5 دولار للغالون الواحد منذ ذورتها عام 2022.
هذا وكان الرئيس الأميركي جو بايدن طلب إلى زيادة إنتاج أوبك + بعدما أدى الغزو الروسي لأوكرانيا إلى إرتفاع أسعار الخام بشكل قياسي وغير مسبوق.
الوضع لم يكن أفضل آسيويا، إذ تعرضت مصافي النفط في آٍيا لضغط وإرباك شديدين عشية القرار المفاجيء لمنتجي النفط الرئيسيين بخفض الإنتاج وسارعت إلى تنويع المشتريات في السوق الفوري لضمان حاجاتها النفطية.
هذا وتسبب القرار المفاجىء في تعديل الأسواق لتوقعاتها بشأن مسار اسعار الفائدة ونهج تشديد السياسية النقدية حيث يعتقد بعد أطراف السوق أن إرتفاع أسعار النفط سيضع عقبات تضخمية جديدة في وجه البنوك المركزية.
وبحسب خبراء إقتصاديين غالباً ما تحصل التخفيضات الطوعية بعد وصول أسعار خام برنت إلى أدنى مستوياتها وهذا ما حصل في العامين الماضيين بسبب أزمة المصارف الأميركية.
ويأتي خفض إنتاج النفط، وهو الأكبر منذ ذروة جائحة كوفيد في عام 2020، رغم تزايد المخاوف من أنّه قد يؤدي إلى زيادة التضخم ودفع المصارف المركزية إلى رفع أسعار الفائدة أكثر . ويعد تخفيض إنتاج النفط نذير سوء ومؤشر إقتصادي سلبي محتمل للتضخم العالمي بعد أيام فقط من تباطؤ بيانات الأسعار الأميركية .