أبي رميا: سوريا أضحت دولة آمنة..
اشار عضو تكتل “لبنان القوي” النائب سيمون أبي رميا الى انه قدم اقتراحًا متكاملا لحل معضلة النزوح السوري التي تثقل كاهل اللبنانيين، وفي حال لم يؤخـذ بـه ستتحول المشكلة الـى كـرة ثلج في ظل الانقسام السياسي الداخلي وتوجه المجتمع الـدولـي لدعم النازحين خصوصا فــي لــبــنــان عــبــر تــوفــيــر كــل مـسـتـلـزمـات ومـقـومـات عيشهم على الصعد الإنسانية والـصـحـيـة والــتــربــويــة، مــا يـعـتـبـر بـمـثـابـة توطينهم أو استقرارهم في لبنان الى حين تسمح الظروف بعودتهم الى ديارهم. ولفت أبي رميا الـى أن ما قاله وزيـر العدل هـنـري خــوري عـن ان ثلاثين فـي المئة من الملفات القضائية في المحاكم اللبنانية، تتصل بـنـازحـيـن سـوريـيـن، يـؤكـد تهديد الوضع الأمني الـذي يشكله النازحون على المجتمع اللبناني، وهذه مسألة لها تأثيرها الكبير على معدل الجريمة والقتل واهتزاز الأمن. أبـي رميا وفي حديث لـ”النهار” حذّر من الـتـداعـيـات السلبية للنزوح، وعلى هذه الخلفية جاءت زيـارتـه إلـى كـل مـن بـاريـس وسـتـراسـبـور، حـيـث الـتـقـى نـوابـا أوروبـيـيـن وفرنسيين من الـمـحـافـظـيـن والإصـلاحـيـيـن والـيـسـار الـمـتـحـد الأوروبــــــي، إلـــى حـــزب الـشـعـب الأوروبـــي وتـحـالـف الـلـيـبـرالـيـيـن والـحـركـة الـشـبـابـيـة الـمـسـيـحـيـة الأوروبــيــة وغـيـرهـا من الأحـزاب والكتل النيابية، وشـرح لهم بــالأرقــام والــوقــائــع خــطــورة الــوضــع ربـطـاً بـعـدد الـسـوريـيـن فـي لبنان الــذي تخطى المليونين يتواجدون على امتداد مساحة الـوطـن، أي مـا يـسـاوي أربعين بالمئة من سكان لبنان. وقال “تـكـالـيـف الــنــزوح تـنـاهـز الـخـمـسـيـن مـلـيـار دولار يـسـاهـم المجتمع بثلاثة عشر مليارا منها فيما الدولة اللبنانية تدفع من ميزانيتها حوالى سبعة وثلاثين مليارا، وهذا رقم كبير جداً في ظل الأوضـاع الاقتصادية والاجتماعية والمالية الـتـي يعاني منها اللبنانيون”، مشيراً الى أن المجتمع الدولي رد عليه خلال طرح هذا المشروع وقضية النازحين، أنـه “يتعاطى عبر مقاربة إنسانية وليس بدافع المؤامرة على بقائهم في لبنان حيث يتواجدون في دول أخرى”.
وعرض أبي رميا مع رئـيـس الـمـجـلـس نـبـيـه بــري مــوضــوع الــقــرار الأوروبــــي الـــذي سـيـصـدر قـريـبـاً حــول مـوضـوع الـنـازحـيـن الـسـوريـيـن فـي لبنان والــدول المضيفة، وتحسباً لأي قـــرارات قــد تـصـدر إقــتــرح تـشـكـيـل وفـد مــن كــل الـكـتـل الـنـيـابـيـة الـتـي تـمـثـل كل الاتـجـاهـات السياسية، وتـجـول فـي الـدول الأوروبية المعنية لوضعها في صورة ما آلت إليه قضية النازحين في لبنان، “لاسيما أن سوريا أضحت دولة آمنة بدليل مشاركتها في القمة العربية التي انعقدت أخيرا وهـنـاك مـقـرات ديبلوماسية سيتم فتحها في دمشق منها لألمانيا، واستباقاً لأي قـرار أوروبـي يجب أن يكون هذا الوفد صـارمـاً وحـازمـاً فـي إثــارة مـوضـوع النازحين من منطلق وطني جامع ووضـع المسؤولين الأوروبـيـيـن أمـام الوقائع الراهنة فـي لبنان الناجمة عن تداعيات هذه الأزمة.